الرئيسية » » الدهبية | ياسر أبو جامع

الدهبية | ياسر أبو جامع

Written By Unknown on الثلاثاء، 9 يونيو 2015 | 10:43 م

فى البيت المبنى بحجر الجير
والصبر وعرق الطين
ومسقوف بخوص الناس وجريد النخل وورق الموز
عيل عنده اتناشر حول وشهور وأيام
متكفيش لزرعة قيدى تطيب
وعاوز يكبر:
يأمه أنا عاوز جنيه ونص
هشترى بيهم منجل من دكانة النص
وهعدى من الفجرية الغرب
مع ود النادى وعيلة كتيرة من الدرب
شغلانة بسيطة هنحصد قمح
هنخوض م العزابيل* فى الضلمة
ونشق بخطاوينا كرم النخل
نرمى ورانا أرض أبو ديل وأرض الشيخ
وف وادى خميس هنلاقى المركب مستنينا
ربع جنيه للفرد رايح جاى هتعدينا
-قولت لأبوك..؟
مقلتلوش
وأمانة يأمايا تخليه يوافق
هو انا ناقص ع اللى ف سنى ؟
دا كمان فى عيال أصغر منى وبتعدى الغرب
وضربت أكتر ع الوتر الحساس وفضلت أبكى

ﻭﺍﻷﻡ
ﺗﺪﻭﺏﺗﺼﺒﺢ ﺍﻃﺮﻯ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ ﺭﻏﻴﻒ ﻃﺎﻟﻊ ﻡﺍﻟﻔﺮﻥﻟﻮ ﺣﺴﺖ ﺍﻥ ﺿﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺒﻜﺮ ﻭﺷﻪ ﻣﺤﺠﻮﺏ
ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻭﻗﻠﻴﺒﻬﺎ ﻳﺌﻦﻟﻮ ﺷﺎﻓﺖ ﻋﻠﻲ ﺧﺪﻩ ﺩﻣﻮﻉ
ﻭﺗﻤﻮﺕ ﻟﺤﻈﺔ ﻡ ﺗﺼﺪﻕ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻭﺗﺂﻣﻦ ﺇﻥ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﺧﻼﺹﻣﺶ ﻫﻴﻌﻮﺩ...........
ﻭأنا ﺃﻣﻰ ﺣﻨﻴﻨﺔ
ﺃﻃﻴﺐ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻣﺎﺗﻜﻢ
ﻭﺃﺣﻦ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺤﻨﻴﺔ ﺍﻟﻠﻰ ﺷﻔﺘﻮﻫﺎ ﻓﻰ ﺣﻴﺎﺗﻜﻢ
ﺃﺣﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻟﻠﻰ ﺑﺘﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺯﺭﻉﺟﻌﺎﻥ ﻟﻠﻀﻰ
وﺃﺣﻦ ﻡ ﺍﻟﻀﻬﺮ ﺍﻟﻰ ﻳﺄﺩﻥ ﻭﻳﻔﻚ ﻗﻴﻮﺩﺍﻟﻔﺎﺱ
ﻣﻦ ﺍﻳﺪ ﻋﺎﻣﻞ ﻗﻀﻰ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻰﺃﺭﺽ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻟﺴﺎﻩ ﻣﺤﺘﺎﺝ ﻟﺸﻰ

وعشان الحنية الزايدة دى هى
وافقت إنه يعدى الغرب
-إسرح يا ضنايا وخليك وسط عيال الدرب
دول عيال عمك.. وهما النجدة ساعة الكرب
إن رجعوا
إرجع
وإذا فتح المولى عليكم بالأشغال
إتلموا م الطير وإمشوا زيه فى سرب
كتف فى كتف ويد فى يد الطول يقصر ويقرب بعد
وبلاش تتعاركوا ولا تتحاربوا إمشوا خيان
دا الشقى فى الحرب فبلاش الحرب-
-وأبوا خلاص هيوافق..؟!!
-هيوافق بس إنت روح نام والفجر يعدلها الرب.

جرى على سريره
إتمدد
معرفش ينام
إتقلب
معرفش ينام
وكأنه صابح عيد
فرحان لكن فرحه قلقان
خايف يصبح أضعف م الرفقان فى الشغل
أصلهم كل يوم ياجوا ويحكوله
ويتمصخروا على أضعف واحد كان فى الشغل:
-معرفش يحصد
-كان يتأخر
-لولانا كان صاحب الأرض هيضربه ويمشيه من غير ولا مليم
ويضحكوا...
وكلامهم ووضحكهم فى ودانه طول الليل
معرفش ينام
شال هم بكرة
وصاحب الأرض
والحصيد
وضحك الرفقان
وأول خطوة فى شيب الإنسان شيلان الهم

والأم
بتحط الكنكة فوق البابور
قبل م تتغط على كبس النور فكراه نايم
ولا تدراشى
إن ضناها العايم فى غيطان قلقه
جفنه عن النوم صايم
كسرتله البيضة
ضوت له الأوضة
-غسل وشه
صبتله الشاى
-شربه وراح قايم
فتحت له الباب وسندت عودها على القايم
وفضلت واقفة لحد م غاب

لساه غرقان فى غيطان قلقه
أول مرة يعدى الغرب
والرفقان حولين النار تحت الحيطة بيدفوا
مش حاسين بالفرحة البردانة فى عيونه من لسع الكرب
مفضوحة الدنيا قدامه
وبيطوى أول مشاويرها بأقدامه
مفضوحة الدنيا قدامه
مليانة غش وكدب
-واللى يشوف من صغره فى الدنيا عي
وبيبقى مكتوب على باقى أيامه الغلب-
قعمز وسطيهم..
وفرد إيديه وسط إيدهم
وقرب م النار
وبرغم إن النار أحمى من شمس القيالة فى عز نهار
محسش بالدفى زييهم
وزييهم ملا كفه تراب وردموا النار
وإتوكلوا ع الرحمن
كل اللى فى جيبه حكاية حكاها إلا هو
لساه غرقان فى غيطان قلقه
والندى غرق ديل جلبيته ونشف قدمه
م الزرع كمان عنده هموم وحكاوى
بيطلعها فى كل صباح
ما يشيلها غير قدم الغلبان

وصلوا المركب
والمركب أكبر أصغر من مركب نوح
ميعرفشى
لكن بتشيل أكتر من ميت إنسان
أول م تغرب جوه الميه
وتعدى أول خيط م الهيش
الهيش اللى عمره م عداه
بيرمى كل حبال أفكاره فى بحر النيل
ويمسك فى الحبل المدلدل من قلع طويل
-إن غرق المركب
هفضل متطلطح فى الحبل
لحد م أوصل لآخر نقطة فى هذا القلع
والقلع خشب بيعوم وأنا بعرف أعوم-

-ياد بطل هرجلة منك له،
دى الريح طياب والموجة عالية،
والبحر كبير والروح غالية،
وإحنا سايرين فوق كف الرحمن-
قالها صاحب المركب بإيمان زايد
وإيمانه الزايد
مورهوش إن إحنا على آخر طرف فى كف الرحمن المايلة
لدرجة
إن أصغر موجة بتنط المركب
وتزاحم هذا الركب
وتضايق هذا الواقف
وتبل هدوم كل القاعدين
وهذى الكف بتاعة الرحمن شايلة الدهبية*
ورفعاها فوق المية
وحطالها المواتير اللى بتصنع موجة أعلى من موجة الطياب.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.