أبو عمران
---------------------
---------------------
في الطريق إلى غيط أمي
مررتُ عليه كثيرًا
وكثيرًا ما مسّجَ قدميّ
بظلال شجرة ذقن الباشا
ورطـّبَ روحى بأريجها
مدينًا له بهذا الفضل مازلتُ
ومدينةٌ له أنفي بنعمةِ الأمان
بشهيقٍ مباغت ٍ
أدركُ فنارَه على مسافةٍ بعيدةٍ
من رأوني لُمَامًا قالوا:
إنني كنتُ أبتسم ُ
لكن عرقي غبّش عينيّ
لا يعرفون كم شمسًا جمعتُ في قدم طفلٍ
-------------------
زوارُه لا ينقطعون
زوارُه لا ينقطعون
وفي لمحةٍ لا أراهم!
نيران أحشائي وصهد بؤونة
لا يتجهان إلا إلى الزير
للآن مختبرات الوزارة
فشلت في تعقب طراوة المياه
أخبرت أمي وسألتها عنه
تمتمت في سرها:
"مباركين مباركين "
ولم أسمعها
لكن حضنها الذي اعتصرني
نسخَ هذه الجملة في مسام رأسي
-------------------
وكلما غامت بيوت البلد
وصارت أشباحًا بعيدةً
في عيني طفل
أصل إلي مقام أبو عمران
أجده وحيداً
أشفق عليه
وأعُول همّه وقت "التقييلة"
لا أحد يؤنسه سوايَ
لذلك كنت أتظاهر كاذبًا أمامه
بإخفاء مخاوفي منه
ربما يخرج فجأةً!
لكنه كـ "وليٍّ" قديمٍ
يخشى تحوّل محبتى رعباً
ويخشى أكثرَ:
تركُ المقام ِنهايةُ الولاية!