ساعي البريد
ﺳﺎﻋﻲ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ
ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﻡ ﻭﺍﻗﻔﺎ
ﻋﻠﻰ ﻋﺘﺒﺎﺗﻚ
ﻭ ﻻ ﻳﺘﻌﺠﻠﻚ ﺃﺑﺪﺍ
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﺪﻳﻦ
ﻗﻬﻮﺗﻚ
ﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ
ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﺗﺄﺧﺮ ﺍﻟﻘﺎﻓﻠﺔ
ﻋﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻘﻤﺮ
ﻭ ﺍﻟﺪﻑﺀ
ﻭ ﺍﻟﺴﺤﺮ
ساعي البريد
الذي كان ينام واقفا على عتباتك
كان يتعجب جدا من صبري معك
و لم يكن يصدق
أني وصلت لهذه المرحلة من العشق
و هذه المرتبة من الصبر
بعد أن صرت لا أعنفه أو ألومه
و ربما أدرك أني أعرف طباعك
ساعي البريد
ظن أنه خلق لأجلنا
لأجلنا فقط
و كان يفرح جدا بزيارتك
حتى أني ظننت
أنه يصطحب لك الورود بدلا مني
و يقطف لك بعض السحب
و هو يطير فوق بساط رسالتي
دون علمي
ساعي البريد
الذي ذهب عندك في آخر مرة
و لم يرجع بشيء
يجلس الآن معي
و يقف الآن عند عتباتك ينتظر
بعد أن أغلقتي نوافذ السفر
و رتلتي تعاويذك
فتسمرت السفن بقلب الثلج
الذي أحاطها فجأة فجأة
دون سابق ذوبعة غضب منك
أو مقدمات حماقة من أناملي
ساعي البريد يسألني
سؤال يقتلني
هل للدائرة الواحدة
أكثر من مركز
و هل حزم العشق التي بحوزتي
بامكاني أن أجعلها تسير
في خطوط منحنية خلال غيابك
ساعي البريد
يعرف عشقي لك
لكنه يفشل في مواساتي